قص الأتر
قصّ الأَتَر (الأَتَر) هي مهنة متوارثة منذ قديم الزمان لا يُعرف متى بدأ تاريخ ممارستها بالتحديد، ربما منذ فترات تاريخية موغلة في القدم، إلى أن أصبح قصّاص الأَتَر وظيفة مُعترف بها وموظفاً معتمداً لدى البوليس "الشرطة". فقد ارتبط قص الأَتَر بكشف حقيقة السرقات بأنواعها سواء سرقات منازل أو مؤسسات حكومية أو ماشية.

/ الاجابات
[وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ]
الآية 11 من سورة القصص.
قصّ الأَتَر (الأَتَر) هي مهنة متوارثة منذ قديم الزمان لا يُعرف متى بدأ تاريخ ممارستها بالتحديد، ربما منذ فترات تاريخية موغلة في القدم، إلى أن أصبح قصّاص الأَتَر وظيفة مُعترف بها وموظفاً معتمداً لدى البوليس "الشرطة". فقد ارتبط قص الأَتَر بكشف حقيقة السرقات بأنواعها سواء سرقات منازل أو مؤسسات حكومية أو ماشية.
قصّاص الأَتَر هو شخص يتمتع بقوة الملاحظة وبمهارة عالية في معرفة أوصاف السارق، سواء كان طويلاً أم قصيراً، سميناً أم ضعيفاً، أو حتى إن كان به عيب خُلقي (أعرج أعور أو غيره) وحجم ومقاس الرجل. غالباً تكون هذه المهنة متوارثة، يعلّمها الآباء لأبنائهم، أو غير متوارثة نتيجة لفراسة وذكاء وقوة ملاحظة القصّاص.
القصّاص له اعتبار خاص ومهابة في المجتمع. عند اكتشاف سرقة ما وقبل استدعاء قصاص الأَتَر، يقوم أصحاب السرقة بالحفاظ على الأتَر بتغطيته بوعاء كبير للاحتفاظ به إلى حين حضور القصّاص، خاصة في القرى والمناطق شديدة الرياح.
من القصص المشهورة في قص الأَتر، الإعرابي الذي فقد جمله، صادفه قاصٕ للأتَر فسأله عدداً من الأسئلة: هل الجمل الذي تملكه أعور؟ فقال له نعم، فسأله هل الجمل أعرج؟ فقال له نعم، فسأله صاحب الجمل أين وجدته؟، فردَّ عليه: أنا لم أجده ولم أرَه، ولكن عرفته من أَتَره على الأرض، أعرج لأن أَتَره عميق في الأرض في جهة واحدة، وأعور لأنه كان يأكل الحشائش من اتجاه ويترك الآخر، فأمره أن يتبع الأَتر إلى أن وجد جمله.
أما مدينة الأبيض فقد كانت تعتمد على قصاص الأتَر في كشف السرقات حتى وقت قريب، حيث تم اكتشاف العديد من جرائم السرقة في مدينة الأبيض، ومنها سرقات غامضة عجزت الشرطة عن كشفها، فمعلومات قصاص الأَتَر تكون دقيقة على الرغم من تطور أسلوب الحرامية وطرقهم المختلفة في تضليل القصاص، مثلاً تغيير طريقة المشي أو قلب الحذاء أو غيره، ولازالت هذه المهنة مستمرة في القرى والأرياف حتى يومنا هذا.
تم كتابة هذه المقالة بواسطة أماني يوسف بشير بناءً على مقابلة شخصية مع الأستاذ/ يوسف بشير إدريس. صباح السبت 11/ يناير / 2025م*.
صورة الغلاف © أماني يوسف بشير
[وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ]
الآية 11 من سورة القصص.
قصّ الأَتَر (الأَتَر) هي مهنة متوارثة منذ قديم الزمان لا يُعرف متى بدأ تاريخ ممارستها بالتحديد، ربما منذ فترات تاريخية موغلة في القدم، إلى أن أصبح قصّاص الأَتَر وظيفة مُعترف بها وموظفاً معتمداً لدى البوليس "الشرطة". فقد ارتبط قص الأَتَر بكشف حقيقة السرقات بأنواعها سواء سرقات منازل أو مؤسسات حكومية أو ماشية.
قصّاص الأَتَر هو شخص يتمتع بقوة الملاحظة وبمهارة عالية في معرفة أوصاف السارق، سواء كان طويلاً أم قصيراً، سميناً أم ضعيفاً، أو حتى إن كان به عيب خُلقي (أعرج أعور أو غيره) وحجم ومقاس الرجل. غالباً تكون هذه المهنة متوارثة، يعلّمها الآباء لأبنائهم، أو غير متوارثة نتيجة لفراسة وذكاء وقوة ملاحظة القصّاص.
القصّاص له اعتبار خاص ومهابة في المجتمع. عند اكتشاف سرقة ما وقبل استدعاء قصاص الأَتَر، يقوم أصحاب السرقة بالحفاظ على الأتَر بتغطيته بوعاء كبير للاحتفاظ به إلى حين حضور القصّاص، خاصة في القرى والمناطق شديدة الرياح.
من القصص المشهورة في قص الأَتر، الإعرابي الذي فقد جمله، صادفه قاصٕ للأتَر فسأله عدداً من الأسئلة: هل الجمل الذي تملكه أعور؟ فقال له نعم، فسأله هل الجمل أعرج؟ فقال له نعم، فسأله صاحب الجمل أين وجدته؟، فردَّ عليه: أنا لم أجده ولم أرَه، ولكن عرفته من أَتَره على الأرض، أعرج لأن أَتَره عميق في الأرض في جهة واحدة، وأعور لأنه كان يأكل الحشائش من اتجاه ويترك الآخر، فأمره أن يتبع الأَتر إلى أن وجد جمله.
أما مدينة الأبيض فقد كانت تعتمد على قصاص الأتَر في كشف السرقات حتى وقت قريب، حيث تم اكتشاف العديد من جرائم السرقة في مدينة الأبيض، ومنها سرقات غامضة عجزت الشرطة عن كشفها، فمعلومات قصاص الأَتَر تكون دقيقة على الرغم من تطور أسلوب الحرامية وطرقهم المختلفة في تضليل القصاص، مثلاً تغيير طريقة المشي أو قلب الحذاء أو غيره، ولازالت هذه المهنة مستمرة في القرى والأرياف حتى يومنا هذا.
تم كتابة هذه المقالة بواسطة أماني يوسف بشير بناءً على مقابلة شخصية مع الأستاذ/ يوسف بشير إدريس. صباح السبت 11/ يناير / 2025م*.
صورة الغلاف © أماني يوسف بشير