سواكن

تم نشر هذه المقالة للمرة الأولى على منصة مشروع ذاكرة السودان

اقرأ المزيد
معرض الصور
سواكن ١٩٢٨، صورة جوية التقطتها RAF. جزء من أرشيف جيه بي جرينلو. عبر: جمعية أبحاث الآثار السودانية
سواكن ١٩٢٨، صورة جوية التقطتها RAF. جزء من أرشيف جيه بي جرينلو. عبر: جمعية أبحاث الآثار السودانية
سواكن ١٩٢٨، صورة جوية التقطتها RAF. جزء من أرشيف جيه بي جرينلو. عبر: جمعية أبحاث الآثار السودانية
سواكن ١٩٧٠. جزء من أرشيف جيه بي جرينلو. عبر: جمعية أبحاث الآثار السودانية
سواكن ١٩٦٣، نشرتها إيكويب كوستو في جريدة
صورة طائرة بدون طيار لسواكن في نوفمبر ٢٠٢٠ التقطها إبراهيم محمد إبراهيم أحمد. (سنوب)
سواكن ٢٠٠٢ نشرتها ناشيونال جيوغرافيك.
سواكن ١٩٦٠. جزء من أرشيف جيه بي جرينلو. عبر: جمعية أبحاث الآثار السودانية
سواكن ١٩٦٠. جزء من أرشيف جيه بي جرينلو. عبر: جمعية أبحاث الآثار السودانية
سواكن ١٩٣٠ صورة جوية التقطتها RAF. جزء من أرشيف جيه بي جرينلو. عبر: جمعية أبحاث الآثار السودانية
No items found.
Pointing at Speaker
نُشر بتاريخ
11/12/24
المؤلف:
مشروع ذاكرة السودان
المحرر:
سارة النقر
المحرر:
سارة النقر
مأمون التلب
المترجم:
المترجم:
النتيجة

  /  

العب مرة أخرى

  /   الاجابات

سواكن، مكان كل  بداياتنا

تتمتع سواكن بموقع مميز من خلال الخارطة الثقافيّة للسودان، لأنّها تمثل ذاكرة حاضرة للمدن المنقرضة، بالإضافة إلى كونها بوابة مهمة لدخول الإسلام السودان. لهذا وصفت من قبل السودانيّين بأنّها المكان الذي ابتدأنا منه.

تعد سواكن سيدة الموانئ البحريّة السودانيّة، وهي اليوم تحتلّ المكانة الثانية بعد ميناء بورتسودان. وبجانب التجارة، تاريخيَّاً تتمتع المدينة برابط قويّ بين الثقافة الإسلاميّة وثقافة شرق إفريقيا. وتضمّ داخلها أقدم المساجد الإسلاميّة المستخدمة حتى الآن، وهي حتى الوقت الحالي من أهم طرق الحجّ بين إفريقيا ومكة. وقد ازدهرت تجاريًّا  خلال القرن ١٥ وحتى القرن ٢٠ حيث بنيت أهم مبانيها من الحجارة المرجانية. وهذه المباني تعد من أواخر الآثار التي تمثل النمط المعماري لمنطقة البحر الأحمر.

جزيرة سواكن والمدينة التاريخية

هي مرفأ ببحيرة ضحلة محاطة بسلسلة جبال البحر الأحمر، وتتكون المدينة التاريخيّة من جزيرة يربطها ممر ضيق باليابسة، تُعرف بمنطقه القيف. ومن خلال هذه الأطلال الأثريّة يتضح بأن المدينة الأصليّة قد سكنت باستمرار لفترة ٥٠٠ سنة على أقل تقدير.

هذه الجزيرة تم توسعتها بيد الإنسان ـ على الطريقه البدائيّة - فنَمَت مثل معظم المدن القديمة، مع الشوارع الضيّقة غير النظاميّة، وكُتَل من المنازل من مختلف الأشكال والأحجام، تألَّفت منها عقارات الجزيرة، وهي عبارة عن: منازل التجار الأثرياء، وكثير منها سُمِّيَت على اسم عائلات شهيرة، مثل: خورشيد أفندي، وشناوي بي، والتجار، والمكاتب التجاريّة، المتاجر والمحلات التجارية، والزوايا والمساجد، وعدد من المباني العامة. بحلول أوائل القرن العشرين كان بجزيرة سواكن ما يقرب المائتي منزل.

ثمة جزيرتان أخريان تحتلان البحيرة، مقابل مدينة سواكن التاريخية. وتعرف الجزيرة الأولى باسم جزيرة المكثف، التي احتلتها القوات البريطانيّة والأستراليّة خلال حملات المهديّة ١٨٨٥-١٨٩٦، ومدخنة مكثف طويل القامة (اختفت الآن) التي حددت اسم الجزيرة. والجزيرة الأخرى عرفت باسم (جزيرة المحجر) وقد احتوت على: محجر صحيٍّ لحجاج بيت الله الحرام بمكة، ومنازل قديمة، ومقابر مسيحيّة.

قبيلة الهدندوة هي الأعلى كثافة سكانيّة بالمدينة التاريخية المجاورة للبر الرئيسي، المعروفة باسم القيف، والمتصلة بالجزيرة بواسطة ممر؛ حيث كانت تحتوي على منازل، وزوايا، ومساجد، وعدد من المباني العامة، ومنشآت السكك الحديديّة سواكن - بربر ومحلات تجاريّة، وحانات ومنازل للشرب.  وطوّقت الجيف التحصينات، في حين كانت المنطقة المحيطة بها متناثرة بدفاعات خارجيّة وعدد من الأضرحة والمقابر.  

توثيق تراجع وانهيار سواكن

في أوائل القرن العشرين تم التخلي عن سواكن، واستبدالها بمدينة بورتسودان، وهي اليوم غير مأهولة كما كانت، والكثير منها في حالة خراب دون الصيانة المستمرة المطلوبة. ومع ذلك، لا تزال سواكن محاطة بالأسطورة والخرافة، وتحتوي على أكثر تواريخ السودان الحافلة بالأحداث الهامة.  وعلاوة على ذلك، عادت التجارة والازدهار إلى المنطقة، بعد افتتاح ميناء سواكن الجديد في عام ١٩٩١ والنمو اللاحق لبلدة جديدة مجاورة، بالإضافة إلى استمرار طريق عبّارات الركاب من سواكن إلى جدة.

وعلى الرغم من إعادة إعمار سواكن، فقد ظلَّت معظم أطلال المدينة التاريخيّة في حالة خراب، حتى تكاد تختفي الآن. ومع ذلك، فإنّ أهميّة سواكن تجعل الحاجة إلى إنقاذ هذا التراث للأجيال القادمة أمر لا بدّ منه. وقد أدى ذلك إلى إجراء بحوث وتوثيقات واسعة النطاق للموقع لسنوات عديدة، بما في ذلك الجهود الكبيرة للمشروع الذي أنشأته المؤسسة الوطنية للآثار والمتاحف السودانية في عام ٢٠٠٠. هذه الوثائق والأبحاث هي التي تعتمدها إعادة الإعمار ثلاثية الأبعاد متسلّحة بالأمل الملهم، والخطط التي قد تأتي لمستقبل سواكن.

صورة الغلاف: سواكن المدينة مباني الميرغني، من تصوير إبراهيم محمد إبراهيم أحمد ٢٠٢٠

No items found.
نُشر بتاريخ
11/12/24
المؤلف:
مشروع ذاكرة السودان
Editor
سارة النقر
مأمون التلب
المحرر:
سارة النقر
مأمون التلب
المترجم:
Translator

سواكن، مكان كل  بداياتنا

تتمتع سواكن بموقع مميز من خلال الخارطة الثقافيّة للسودان، لأنّها تمثل ذاكرة حاضرة للمدن المنقرضة، بالإضافة إلى كونها بوابة مهمة لدخول الإسلام السودان. لهذا وصفت من قبل السودانيّين بأنّها المكان الذي ابتدأنا منه.

تعد سواكن سيدة الموانئ البحريّة السودانيّة، وهي اليوم تحتلّ المكانة الثانية بعد ميناء بورتسودان. وبجانب التجارة، تاريخيَّاً تتمتع المدينة برابط قويّ بين الثقافة الإسلاميّة وثقافة شرق إفريقيا. وتضمّ داخلها أقدم المساجد الإسلاميّة المستخدمة حتى الآن، وهي حتى الوقت الحالي من أهم طرق الحجّ بين إفريقيا ومكة. وقد ازدهرت تجاريًّا  خلال القرن ١٥ وحتى القرن ٢٠ حيث بنيت أهم مبانيها من الحجارة المرجانية. وهذه المباني تعد من أواخر الآثار التي تمثل النمط المعماري لمنطقة البحر الأحمر.

جزيرة سواكن والمدينة التاريخية

هي مرفأ ببحيرة ضحلة محاطة بسلسلة جبال البحر الأحمر، وتتكون المدينة التاريخيّة من جزيرة يربطها ممر ضيق باليابسة، تُعرف بمنطقه القيف. ومن خلال هذه الأطلال الأثريّة يتضح بأن المدينة الأصليّة قد سكنت باستمرار لفترة ٥٠٠ سنة على أقل تقدير.

هذه الجزيرة تم توسعتها بيد الإنسان ـ على الطريقه البدائيّة - فنَمَت مثل معظم المدن القديمة، مع الشوارع الضيّقة غير النظاميّة، وكُتَل من المنازل من مختلف الأشكال والأحجام، تألَّفت منها عقارات الجزيرة، وهي عبارة عن: منازل التجار الأثرياء، وكثير منها سُمِّيَت على اسم عائلات شهيرة، مثل: خورشيد أفندي، وشناوي بي، والتجار، والمكاتب التجاريّة، المتاجر والمحلات التجارية، والزوايا والمساجد، وعدد من المباني العامة. بحلول أوائل القرن العشرين كان بجزيرة سواكن ما يقرب المائتي منزل.

ثمة جزيرتان أخريان تحتلان البحيرة، مقابل مدينة سواكن التاريخية. وتعرف الجزيرة الأولى باسم جزيرة المكثف، التي احتلتها القوات البريطانيّة والأستراليّة خلال حملات المهديّة ١٨٨٥-١٨٩٦، ومدخنة مكثف طويل القامة (اختفت الآن) التي حددت اسم الجزيرة. والجزيرة الأخرى عرفت باسم (جزيرة المحجر) وقد احتوت على: محجر صحيٍّ لحجاج بيت الله الحرام بمكة، ومنازل قديمة، ومقابر مسيحيّة.

قبيلة الهدندوة هي الأعلى كثافة سكانيّة بالمدينة التاريخية المجاورة للبر الرئيسي، المعروفة باسم القيف، والمتصلة بالجزيرة بواسطة ممر؛ حيث كانت تحتوي على منازل، وزوايا، ومساجد، وعدد من المباني العامة، ومنشآت السكك الحديديّة سواكن - بربر ومحلات تجاريّة، وحانات ومنازل للشرب.  وطوّقت الجيف التحصينات، في حين كانت المنطقة المحيطة بها متناثرة بدفاعات خارجيّة وعدد من الأضرحة والمقابر.  

توثيق تراجع وانهيار سواكن

في أوائل القرن العشرين تم التخلي عن سواكن، واستبدالها بمدينة بورتسودان، وهي اليوم غير مأهولة كما كانت، والكثير منها في حالة خراب دون الصيانة المستمرة المطلوبة. ومع ذلك، لا تزال سواكن محاطة بالأسطورة والخرافة، وتحتوي على أكثر تواريخ السودان الحافلة بالأحداث الهامة.  وعلاوة على ذلك، عادت التجارة والازدهار إلى المنطقة، بعد افتتاح ميناء سواكن الجديد في عام ١٩٩١ والنمو اللاحق لبلدة جديدة مجاورة، بالإضافة إلى استمرار طريق عبّارات الركاب من سواكن إلى جدة.

وعلى الرغم من إعادة إعمار سواكن، فقد ظلَّت معظم أطلال المدينة التاريخيّة في حالة خراب، حتى تكاد تختفي الآن. ومع ذلك، فإنّ أهميّة سواكن تجعل الحاجة إلى إنقاذ هذا التراث للأجيال القادمة أمر لا بدّ منه. وقد أدى ذلك إلى إجراء بحوث وتوثيقات واسعة النطاق للموقع لسنوات عديدة، بما في ذلك الجهود الكبيرة للمشروع الذي أنشأته المؤسسة الوطنية للآثار والمتاحف السودانية في عام ٢٠٠٠. هذه الوثائق والأبحاث هي التي تعتمدها إعادة الإعمار ثلاثية الأبعاد متسلّحة بالأمل الملهم، والخطط التي قد تأتي لمستقبل سواكن.

صورة الغلاف: سواكن المدينة مباني الميرغني، من تصوير إبراهيم محمد إبراهيم أحمد ٢٠٢٠