قصة عن الصمود
الصمود، الهوية والذاكرة الثقافية هي قضايا رئيسية تتكرر في أعمال صانع الأفلام السوداني الشاب إبراهيم أحمد المشهور باسم سنوبي، وذلك لأنها تُشكِّل جزاءً من سِمات رِحلته الشخصية والتي يبحث عنها ويبرزها عند اختياره للقصص التي يرويها.
/ الاجابات
"ماذا يعني لي الصمود؟" رحلة كفاح صانع أفلام سوداني شاب
الصمود، الهوية والذاكرة الثقافية هي قضايا رئيسية تتكرر في أعمال صانع الأفلام السوداني الشاب إبراهيم أحمد المشهور باسم سنوبي، وذلك لأنها تُشكِّل جزاءً من سِمات رِحلته الشخصية والتي يبحث عنها ويبرزها عند اختياره للقصص التي يرويها.
بدأت علاقة سنوبي بعالم صناعة الأفلام عندما مثَّل دوراًً في عمل صغير وهو طالب جامعي بالخرطوم. كانت تلك التجربة في عام 2013 بمثابة الحافز الذي أحسَّ من خلاله برغبته في مزيد من الانخراط في عالم صناعة الأفلام، بل حتى إنتاج أفلامه الخاصة. وبالاتحاد مع بعض الأصدقاء الذين كانوا يشاركونه رؤيته أطلقوا شركتهم الإنتاجية الخاصة والتي أسموها In Deep Visions
بدأت الشركة بإمكانيات بسيطة في إنتاج أعمال قصيرة مثل فلم الخيال مارينا وفلمين من أفلام الرعب القصيرة سميت “اللعنة”1 و“اللعنة2”. وبجانب شركته استمر سنوبي في التعاون مع صناع أفلام آخرين في أعمالهم كممثل أو مصور، ومن أمثلة هذا التعاون تصويره لفيلم "خرطوم أوف سايت" من إخراج مروى زين، وهو عمل يُسلّط الضوء على كفاح فريق كرة القدم النسائي في السودان في وجه العقبات الاجتماعية والسياسية لتحقيق حلمهم في احتراف كرة القدم.
كانت الثورة السودانية في ديسمبر ٢٠١٨ لحظة تاريخية ألهمت الشباب المبدعين لما كانت تحملها من وعود بالحرية والتغيير، وكان سنوبي وشركته ضمن هؤلاء المُلهَمين؛ حيث شارك في تصوير فيلم “السودان تذكرونا” للمخرجة هند المدب والذي خلَّد أفراح وآمال السودانيين إبان ثورتهم.
وفي أعقاب تلاشي آمالهم في نجاح الثورة، أنتجت الشركة فلم “رحلة إلى كينيا” والذي وثّق لرحلة فريق سوداني للجيوجيتسو "حيث سافر الفريق إلى كينيا للمشاركة في بطولة بحافلة متهالكة وبميزانية محدودة متحدّين بذلك كل الصعاب.
في أبريل ٢٠٢٣ اندلعت الحرب في السودان لتُشكِّل نقطة فاصلة في حياة ملايين السودانيين لما صاحبها من عنف ودمار، ونتيجة لذلك أُرغم سنوبي والعديد من المبدعين على المغادرة، حيث استقرَّ أغلبهم في دول الجوار. سنوبي يقيم الآن في كينيا، حيث يعمل على مجموعة من المشاريع من بينها مشاركته في إنتاج فيلم وثائقي ‘الخرطوم‘ ووهو إنتاج مشترك بين native film voice وSudan Film Factory
وقد بدء تصويره قبل الحرب، ويحكي عن حياة خمسة أشخاص والتحديات التي يواجهونها في الخرطوم، وبسبب اندلاع الحرب اضطر الفريق لتعديل القصة وإضافة مؤثرات سينمائية إبداعية لإكمال الإنتاج.
وبحسب سنوبي، فإن من ثمار الصمود والمقاومة تحقيق الأحلام وإكمال الأهداف، ولكن بينما لدى معظم الناس الكثير من الأمنيات والأهداف، فإن تحويلها إلى واقع لا يتأتى لأغلبهم، وذلك إما لعدم معرفتهم في كيفية المضي قدماً أو لافتقارهم للمعرفة والقدوة المرشدة. ويرى سنوبي أن وجود الخطة والقدوة الملهمة من المجتمع المحيط هو مفتاح الوصول للأهداف ويقول : "احتاج لمايكل جوردن من صميم مجتمعنا ليلهمني الإيمان بنفسي أكثر".
و أشار سنوبي لأنه بينما يوجد العديد من قصص النجاح الملهمة للسودانيين على شبكات التواصل مثل فيسبوك، فإنه لا يتم التوثيق والتعريف بمثل هذه القصص.ووفقاً لصانع الأفلام الشاب، فإن الإرادة لإنجاز الأهداف ليست مرتبطة بالعمر أو الجنس أو أيّ تصنيف آخر، ولكنه يؤكد على أهمية أشياء مثل التعاون مع الآخرين وزمن الإنجاز بالاستمرارية والثبات. وأضاف أنه في بعض الأحيان يكون مجرد المقاومة للبقاء على قيد الحياة ليومٍ آخر هو عين الصمود.
ورداً على سؤال ما إذا كان يرى أن هنالك شكل سوداني خاص للصمود والعزيمة، يقول سنوبي إن هذه سمات إنسانية مشتركة وقد يتفرّد السودانيون في بعض التفاصيل الصغيرة، وضرب مثلاً بالاحتجاجات الأخيرة في كينيا وكيفية تنظيمها مقارنة بكيفية تعبئة الشباب أثناء الثورة.
“راجعين تاني” هي أحدث إنتاجات شركة In Deep Vision وهي أغنية تعكس مشاعر وعزيمة السودانيين الذين اضطروا للفرار من الحرب وشوقهم العميق للعودة. يَصِف سنوبي لحن وكلمات الأغنية بأنها عاطفية وملهمة وتختلف من أغنيات أخرى أُنتجت خلال الحرب بأنها تحمل رسالة أمل لأولائك الذين بقوا في السودان، لتقول لهم بأننا راجعون وبأننا لم ننسَكم.
ربما تكون أفضل طريقة لفهم تأقلم سنوبي مع الواقع وصموده للكفاح هو النظر لما حققه هو ورفقائه في In Deep Visions منذ أن أطلقوا شركتهم قبل عشر سنوات، وكيف أنهم من خلال التصميم وقوة الإرادة استطاعوا التغلب على العقبات والنكسات التي يواجهها المبدعون يومياً في السودان، وأحياناً يصعب تصديقها وآخرها ما كان في الحرب من عنف وقمع. فازت أعمالهم بعدة جوائز في مهرجانات محلية ودولية من ضمنها مهرجان ترهاقا والمهرجانات الأوربية، مما جعل اسم سنوبي مألوفاً في السودان. وقد زادت هذه الثقة التي وضعها الجمهور في صانع الأفلام الشاب من ثقته بنفسه كثيراً. وليس مستغرباً الآن أن فلم “الخرطوم” الذي يشارك في إخراجه سيعرض في مطلع عام ٢٠٢٥ على شاشات مهرجان دولي مرموق ومعروف مثل مهرجان سنداس للأفلام . سنوبي فخور للغاية بهذا الإنجاز، وأشار بأنه لم يكن وليد حظّ أو صدفة بل هو ثمرة للإبداع والعزيمة والعمل الدؤوب.
عن الأغنية:
أغنية راجعين تاني من إنتاج شركة إن ديب فيجون فيلمز من أداء نايل ، محمد ادم ابو ، بيحة ، وشمسو من إنتاج موسيقي نايل وكلمات الشاعر محمود الجيلي. تم إصدار الأغنية في العاشر من أكتوبر ٢٠٢٤م وما يوافق اليوم العالمي للصحة النفسية.
يمكنك الاستماع إلى أغنية راجعين تاني الرسمية على ساوند كلاود
برعاية تاركو أفييشن، كاشي، 106.6 PRO FM
تصميم الملصق: نهال كمال
"ماذا يعني لي الصمود؟" رحلة كفاح صانع أفلام سوداني شاب
الصمود، الهوية والذاكرة الثقافية هي قضايا رئيسية تتكرر في أعمال صانع الأفلام السوداني الشاب إبراهيم أحمد المشهور باسم سنوبي، وذلك لأنها تُشكِّل جزاءً من سِمات رِحلته الشخصية والتي يبحث عنها ويبرزها عند اختياره للقصص التي يرويها.
بدأت علاقة سنوبي بعالم صناعة الأفلام عندما مثَّل دوراًً في عمل صغير وهو طالب جامعي بالخرطوم. كانت تلك التجربة في عام 2013 بمثابة الحافز الذي أحسَّ من خلاله برغبته في مزيد من الانخراط في عالم صناعة الأفلام، بل حتى إنتاج أفلامه الخاصة. وبالاتحاد مع بعض الأصدقاء الذين كانوا يشاركونه رؤيته أطلقوا شركتهم الإنتاجية الخاصة والتي أسموها In Deep Visions
بدأت الشركة بإمكانيات بسيطة في إنتاج أعمال قصيرة مثل فلم الخيال مارينا وفلمين من أفلام الرعب القصيرة سميت “اللعنة”1 و“اللعنة2”. وبجانب شركته استمر سنوبي في التعاون مع صناع أفلام آخرين في أعمالهم كممثل أو مصور، ومن أمثلة هذا التعاون تصويره لفيلم "خرطوم أوف سايت" من إخراج مروى زين، وهو عمل يُسلّط الضوء على كفاح فريق كرة القدم النسائي في السودان في وجه العقبات الاجتماعية والسياسية لتحقيق حلمهم في احتراف كرة القدم.
كانت الثورة السودانية في ديسمبر ٢٠١٨ لحظة تاريخية ألهمت الشباب المبدعين لما كانت تحملها من وعود بالحرية والتغيير، وكان سنوبي وشركته ضمن هؤلاء المُلهَمين؛ حيث شارك في تصوير فيلم “السودان تذكرونا” للمخرجة هند المدب والذي خلَّد أفراح وآمال السودانيين إبان ثورتهم.
وفي أعقاب تلاشي آمالهم في نجاح الثورة، أنتجت الشركة فلم “رحلة إلى كينيا” والذي وثّق لرحلة فريق سوداني للجيوجيتسو "حيث سافر الفريق إلى كينيا للمشاركة في بطولة بحافلة متهالكة وبميزانية محدودة متحدّين بذلك كل الصعاب.
في أبريل ٢٠٢٣ اندلعت الحرب في السودان لتُشكِّل نقطة فاصلة في حياة ملايين السودانيين لما صاحبها من عنف ودمار، ونتيجة لذلك أُرغم سنوبي والعديد من المبدعين على المغادرة، حيث استقرَّ أغلبهم في دول الجوار. سنوبي يقيم الآن في كينيا، حيث يعمل على مجموعة من المشاريع من بينها مشاركته في إنتاج فيلم وثائقي ‘الخرطوم‘ ووهو إنتاج مشترك بين native film voice وSudan Film Factory
وقد بدء تصويره قبل الحرب، ويحكي عن حياة خمسة أشخاص والتحديات التي يواجهونها في الخرطوم، وبسبب اندلاع الحرب اضطر الفريق لتعديل القصة وإضافة مؤثرات سينمائية إبداعية لإكمال الإنتاج.
وبحسب سنوبي، فإن من ثمار الصمود والمقاومة تحقيق الأحلام وإكمال الأهداف، ولكن بينما لدى معظم الناس الكثير من الأمنيات والأهداف، فإن تحويلها إلى واقع لا يتأتى لأغلبهم، وذلك إما لعدم معرفتهم في كيفية المضي قدماً أو لافتقارهم للمعرفة والقدوة المرشدة. ويرى سنوبي أن وجود الخطة والقدوة الملهمة من المجتمع المحيط هو مفتاح الوصول للأهداف ويقول : "احتاج لمايكل جوردن من صميم مجتمعنا ليلهمني الإيمان بنفسي أكثر".
و أشار سنوبي لأنه بينما يوجد العديد من قصص النجاح الملهمة للسودانيين على شبكات التواصل مثل فيسبوك، فإنه لا يتم التوثيق والتعريف بمثل هذه القصص.ووفقاً لصانع الأفلام الشاب، فإن الإرادة لإنجاز الأهداف ليست مرتبطة بالعمر أو الجنس أو أيّ تصنيف آخر، ولكنه يؤكد على أهمية أشياء مثل التعاون مع الآخرين وزمن الإنجاز بالاستمرارية والثبات. وأضاف أنه في بعض الأحيان يكون مجرد المقاومة للبقاء على قيد الحياة ليومٍ آخر هو عين الصمود.
ورداً على سؤال ما إذا كان يرى أن هنالك شكل سوداني خاص للصمود والعزيمة، يقول سنوبي إن هذه سمات إنسانية مشتركة وقد يتفرّد السودانيون في بعض التفاصيل الصغيرة، وضرب مثلاً بالاحتجاجات الأخيرة في كينيا وكيفية تنظيمها مقارنة بكيفية تعبئة الشباب أثناء الثورة.
“راجعين تاني” هي أحدث إنتاجات شركة In Deep Vision وهي أغنية تعكس مشاعر وعزيمة السودانيين الذين اضطروا للفرار من الحرب وشوقهم العميق للعودة. يَصِف سنوبي لحن وكلمات الأغنية بأنها عاطفية وملهمة وتختلف من أغنيات أخرى أُنتجت خلال الحرب بأنها تحمل رسالة أمل لأولائك الذين بقوا في السودان، لتقول لهم بأننا راجعون وبأننا لم ننسَكم.
ربما تكون أفضل طريقة لفهم تأقلم سنوبي مع الواقع وصموده للكفاح هو النظر لما حققه هو ورفقائه في In Deep Visions منذ أن أطلقوا شركتهم قبل عشر سنوات، وكيف أنهم من خلال التصميم وقوة الإرادة استطاعوا التغلب على العقبات والنكسات التي يواجهها المبدعون يومياً في السودان، وأحياناً يصعب تصديقها وآخرها ما كان في الحرب من عنف وقمع. فازت أعمالهم بعدة جوائز في مهرجانات محلية ودولية من ضمنها مهرجان ترهاقا والمهرجانات الأوربية، مما جعل اسم سنوبي مألوفاً في السودان. وقد زادت هذه الثقة التي وضعها الجمهور في صانع الأفلام الشاب من ثقته بنفسه كثيراً. وليس مستغرباً الآن أن فلم “الخرطوم” الذي يشارك في إخراجه سيعرض في مطلع عام ٢٠٢٥ على شاشات مهرجان دولي مرموق ومعروف مثل مهرجان سنداس للأفلام . سنوبي فخور للغاية بهذا الإنجاز، وأشار بأنه لم يكن وليد حظّ أو صدفة بل هو ثمرة للإبداع والعزيمة والعمل الدؤوب.
عن الأغنية:
أغنية راجعين تاني من إنتاج شركة إن ديب فيجون فيلمز من أداء نايل ، محمد ادم ابو ، بيحة ، وشمسو من إنتاج موسيقي نايل وكلمات الشاعر محمود الجيلي. تم إصدار الأغنية في العاشر من أكتوبر ٢٠٢٤م وما يوافق اليوم العالمي للصحة النفسية.
يمكنك الاستماع إلى أغنية راجعين تاني الرسمية على ساوند كلاود
برعاية تاركو أفييشن، كاشي، 106.6 PRO FM
تصميم الملصق: نهال كمال