نحن نعيش بالطعام
الغذاء هو هويتنا، وهو انعكاس لبيئتنا وهويتنا، إنه طبنا وراحتنا ومصدر الحياة.
طرق حفظ الطعام
طرق حفظ الطعام
يتميز السودان بتنوع مناخه واختلاف تضاريسه، ومع ذلك فإن أكبر مساحات البلاد تقع في مناطق جافة وشبه جافة، مما يجعل حفظ الطعام، خاصة المحاصيل الموسمية، ضرورة تحدد إلى حد كبير أسلوب الطبخ السوداني. حتى أن حامد أحمد ضرار في كتابه "الأطعمة المخمرة المحلية في السودان: دراسة في الطعام والتغذية الإفريقية" وصف السودان بأنه عاصمة العالم للأطعمة المخمرة.
أشهر أشكال الحفظ هي: التخمير، التمليح، والتجفيف.
في السودان، يُستخدم التخمير لوصف مجموعة متنوعة من تقنيات الطهي الأخرى وليس فقط إضافة الخميرة أو انتظار الطعام حتى يصبح حامضاً، حيث يتم استخدام التخمير لتحضير منتجات الألبان لصنع الجبن. والتخليل هو إعداد الطعام باستخدام المحلول الملحي، أي الماء المملح.
صورة الغلاف © آية سنادة، الجزيرة
يتميز السودان بتنوع مناخه واختلاف تضاريسه، ومع ذلك فإن أكبر مساحات البلاد تقع في مناطق جافة وشبه جافة، مما يجعل حفظ الطعام، خاصة المحاصيل الموسمية، ضرورة تحدد إلى حد كبير أسلوب الطبخ السوداني. حتى أن حامد أحمد ضرار في كتابه "الأطعمة المخمرة المحلية في السودان: دراسة في الطعام والتغذية الإفريقية" وصف السودان بأنه عاصمة العالم للأطعمة المخمرة.
أشهر أشكال الحفظ هي: التخمير، التمليح، والتجفيف.
في السودان، يُستخدم التخمير لوصف مجموعة متنوعة من تقنيات الطهي الأخرى وليس فقط إضافة الخميرة أو انتظار الطعام حتى يصبح حامضاً، حيث يتم استخدام التخمير لتحضير منتجات الألبان لصنع الجبن. والتخليل هو إعداد الطعام باستخدام المحلول الملحي، أي الماء المملح.
صورة الغلاف © آية سنادة، الجزيرة
يتميز السودان بتنوع مناخه واختلاف تضاريسه، ومع ذلك فإن أكبر مساحات البلاد تقع في مناطق جافة وشبه جافة، مما يجعل حفظ الطعام، خاصة المحاصيل الموسمية، ضرورة تحدد إلى حد كبير أسلوب الطبخ السوداني. حتى أن حامد أحمد ضرار في كتابه "الأطعمة المخمرة المحلية في السودان: دراسة في الطعام والتغذية الإفريقية" وصف السودان بأنه عاصمة العالم للأطعمة المخمرة.
أشهر أشكال الحفظ هي: التخمير، التمليح، والتجفيف.
في السودان، يُستخدم التخمير لوصف مجموعة متنوعة من تقنيات الطهي الأخرى وليس فقط إضافة الخميرة أو انتظار الطعام حتى يصبح حامضاً، حيث يتم استخدام التخمير لتحضير منتجات الألبان لصنع الجبن. والتخليل هو إعداد الطعام باستخدام المحلول الملحي، أي الماء المملح.
صورة الغلاف © آية سنادة، الجزيرة
سوق الأبيض للمحاصيل
سوق الأبيض للمحاصيل
سوق المحاصيل أو البورصة بالأبيض، هو أحد معالم المدينة الاقتصادية الأساسية، ويُعتبر البورصة الأكبر عالمياً لتصدير الصمغ العربي (الهشاب). تم إنشاء السوق في العام ١٩٠٧ بعد أن أصبح الصمغ العربي سلعة مرغوبة في الصناعات المختلفة. في بداياته كان السوق منطقة مفتوحة ومحاطة بسور من الشوك، حالياً يوجد بالقرب من السكة حديد، إلا أن موقعه القديم تشغره الآن سينما كردفان وبنك الخرطوم وبعض الأسواق المختلفة.
أما على نطاق السودان فسوق المحاصيل بكردفان هو واحد من أكبر أسواق المحاصيل في غرب السودان، وتُباع فيه مختلف المحاصيل الزراعية والغابية والبستانية، التي يؤتى بها من مختلف المناطق المناخية.
في هذا الفيديو الوثائقي الذي أُنتج في ستينات القرن الماضي، تظهر رحلة نبتة الكركديه من الأرض حتى أن تصل لسوق المحاصيل والمزاد. تم عرض هذا الفيديو في برنامج الذاكرة الذهبية والذي كان يُبثّ من قناة السودان.
غير الكركديه والصمغ العربي والمحاصيل الزراعية الأخرى التي تُباع في السوق هنالك الفول السوداني، والسمسم الأبيض والأحمر وحب البطيخ (التسالي) والدخن والكركدي واللوبيا والويكة والأسماك. أما المنتجات الغابية فهي العرديب (التمر هندي) واللالوب (الهجليلة) والدوم والنبق (شجرة السدر) والقنقليز (التبلدي) وأبو ليلة والقضيم. أما المحاصيل البستانية في الفواكه مثل المانجو والجوافة والخضر بأنواعها؛ الطماطم والعجور والتبش، وتُزرع في مناطق قريبة مثل البان جديد والرهد (تردة الرهد وهي بحيرة مائية). وتُباع أيضاً في السوق بعض الأطعمة المعلّبة مثل الزيوت والصلصة وزبدة الفول السوداني والطحنية.
سوق المحاصيل أو البورصة بالأبيض، هو أحد معالم المدينة الاقتصادية الأساسية، ويُعتبر البورصة الأكبر عالمياً لتصدير الصمغ العربي (الهشاب). تم إنشاء السوق في العام ١٩٠٧ بعد أن أصبح الصمغ العربي سلعة مرغوبة في الصناعات المختلفة. في بداياته كان السوق منطقة مفتوحة ومحاطة بسور من الشوك، حالياً يوجد بالقرب من السكة حديد، إلا أن موقعه القديم تشغره الآن سينما كردفان وبنك الخرطوم وبعض الأسواق المختلفة.
أما على نطاق السودان فسوق المحاصيل بكردفان هو واحد من أكبر أسواق المحاصيل في غرب السودان، وتُباع فيه مختلف المحاصيل الزراعية والغابية والبستانية، التي يؤتى بها من مختلف المناطق المناخية.
في هذا الفيديو الوثائقي الذي أُنتج في ستينات القرن الماضي، تظهر رحلة نبتة الكركديه من الأرض حتى أن تصل لسوق المحاصيل والمزاد. تم عرض هذا الفيديو في برنامج الذاكرة الذهبية والذي كان يُبثّ من قناة السودان.
غير الكركديه والصمغ العربي والمحاصيل الزراعية الأخرى التي تُباع في السوق هنالك الفول السوداني، والسمسم الأبيض والأحمر وحب البطيخ (التسالي) والدخن والكركدي واللوبيا والويكة والأسماك. أما المنتجات الغابية فهي العرديب (التمر هندي) واللالوب (الهجليلة) والدوم والنبق (شجرة السدر) والقنقليز (التبلدي) وأبو ليلة والقضيم. أما المحاصيل البستانية في الفواكه مثل المانجو والجوافة والخضر بأنواعها؛ الطماطم والعجور والتبش، وتُزرع في مناطق قريبة مثل البان جديد والرهد (تردة الرهد وهي بحيرة مائية). وتُباع أيضاً في السوق بعض الأطعمة المعلّبة مثل الزيوت والصلصة وزبدة الفول السوداني والطحنية.
سوق المحاصيل أو البورصة بالأبيض، هو أحد معالم المدينة الاقتصادية الأساسية، ويُعتبر البورصة الأكبر عالمياً لتصدير الصمغ العربي (الهشاب). تم إنشاء السوق في العام ١٩٠٧ بعد أن أصبح الصمغ العربي سلعة مرغوبة في الصناعات المختلفة. في بداياته كان السوق منطقة مفتوحة ومحاطة بسور من الشوك، حالياً يوجد بالقرب من السكة حديد، إلا أن موقعه القديم تشغره الآن سينما كردفان وبنك الخرطوم وبعض الأسواق المختلفة.
أما على نطاق السودان فسوق المحاصيل بكردفان هو واحد من أكبر أسواق المحاصيل في غرب السودان، وتُباع فيه مختلف المحاصيل الزراعية والغابية والبستانية، التي يؤتى بها من مختلف المناطق المناخية.
في هذا الفيديو الوثائقي الذي أُنتج في ستينات القرن الماضي، تظهر رحلة نبتة الكركديه من الأرض حتى أن تصل لسوق المحاصيل والمزاد. تم عرض هذا الفيديو في برنامج الذاكرة الذهبية والذي كان يُبثّ من قناة السودان.
غير الكركديه والصمغ العربي والمحاصيل الزراعية الأخرى التي تُباع في السوق هنالك الفول السوداني، والسمسم الأبيض والأحمر وحب البطيخ (التسالي) والدخن والكركدي واللوبيا والويكة والأسماك. أما المنتجات الغابية فهي العرديب (التمر هندي) واللالوب (الهجليلة) والدوم والنبق (شجرة السدر) والقنقليز (التبلدي) وأبو ليلة والقضيم. أما المحاصيل البستانية في الفواكه مثل المانجو والجوافة والخضر بأنواعها؛ الطماطم والعجور والتبش، وتُزرع في مناطق قريبة مثل البان جديد والرهد (تردة الرهد وهي بحيرة مائية). وتُباع أيضاً في السوق بعض الأطعمة المعلّبة مثل الزيوت والصلصة وزبدة الفول السوداني والطحنية.
الطعام الخارٍق
الطعام الخارٍق
يُعد العامل المشترك بين الأطعمة الخارقة والنباتات الطبيّة هو محتواها من العناصر المفيدة للصحة العامة. بينما تُعرف الأطعمة الخارقة بفوائدها الغذائية كجزءٍ من النظام الغذائي اليوميّ، تتميَّز النباتات الطبيَّة بآثارها العلاجية الملموسة. لكن في كثير من الأحايين يكون الفرق غير واضح؛ حيث أن العديد من الأطعمة والنباتات تؤدي أغراضًاً غذائية وطبّية على حدٍّ سواء، مما يُساهِم في الصحة العامة والوقاية من الأمراض وعلاجها.
إن مصطلح الأطعمة الخارقة جديداً، وهي وسيلة ترويجيَّة للتسويق أكثر من كونها مصطلحاً أو تصنيفاً علميَّاً. لا يمكن أن يُوفِّر طعامٌ واحد جميع العناصر الغذائية اللازمة للصحة الجيدة أيَّاً كان، ومن الضروري اتباع نظام غذائي متوازن يشمل مجموعة متنوِّعة من الأطعمة. ومع ذلك، من المثير للاهتمام ملاحظة أنه عندما ننظر إلى بعض المكونات الرئيسية للطعام السوداني، يمكننا أن نرى كيف يتم تصنيفها في الغرب كـ"أطعمة خارقة"، أو أطعمة يُعتقد أنها تُعزِّز الجهاز المناعي. ومن الأمثلة على ذلك شاي الكركديه الذي يُعرف بإمكانيَّاته في خفض ضغط الدم، ودقيق الذرة البيضاء -وهو غذاء أساسي في جميع أنحاء السودان- يُعتقد أنه مفيد للهضم، والبامية التي يُقال إنها تساعد في التحكّم في مستويات السكر في الدم، والحِلبَة التي تُضاف إلى الحليب ويُعتقد أنها تساعد في الهضم، والتمر الغني بالطاقة، ويُعرف بأنه جيّد للقلب. علاوةً على ذلك، يتكوَّن جزء كبير من النظام الغذائي السوداني من الأطعمة المُخَمَّرة، وهو إحدى طرق تحضير الطعام التي يتم الترويج لها حالياً باعتبارها ضرورية للبكتيريا النافعة في الأمعاء، بسبب غنى الأطعمة المُخَمَّرة بالبروبيوتيك التي تتغذى عليها البكتيريا.
كثيرٌ من هذه الأطعمة والنباتات تُستخدم في السودان منذ القدم لأغراض علاجية، بالأخص نبتة تسمى محلياً بالقرض، واسمها العلمي أكاشيا نيلوتيكا (السنط النيلي)، وهي معروفة جداً في السودان وقد أثارت جدلاً كبيراً في فترة انتشار فيروس كورونا؛ حيث كان البعض يؤمن بقدرة أبخرة دخان القرض على توفير وقاية من الفيروس، بينما كان المختصون في الحقل الطبي يَحذرون من التأثيرات السلبية للدخان على الأشخاص المصابين بالحساسية أو مشاكل التنفس. الاعتقاد في الصفات الطبية للقرض له جذور بعيدة؛ فقد وَرَد ذكره في المخطوطات الطبية اليونانية القديمة، واستُخدِمَ أيضاً لقرون في إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا. تم استخدامه للاعقاد في قدرته على التخفيف والعلاج من العديد من الأمراض المعدية. وعلى المستوى المحلي، استخدمه المعالجون التقليديون في السودان ووادي النيل وكذلك في مصر القديمة لعلاج الجروح كمُطَهِّر، كما استُخدِمَ أيضاً كمضادّ للالتهاب ومُسَكِّن للألم.
إلى يومنا هذا يُستخدم القرض (السنط) على نطاق واسع في السودان، بما في ذلك أوراق الشجرة ولحائها، ونظراً لتَنَوُّع استخدامها وفوائدها العلاجية من خصائصها المضادة للميكروبات والالتهابات والأكسدة، وكمطَهِّرة، ومضادَّة للسكريّ، مما يجعله مكوّناً قيِّماً للطب التقليدي لعلاج مختلف الأمراض. ومع أن هذه الاستخدامات التقليدية مدعومة ببعض الأبحاث العلمية، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقُّق الكامل من فعاليَّته وسلامته من منظور الطبّ الحديث.
صورة العنوان © ساري عمر، ود حجام، جنوب جنوب دارفور
يُعد العامل المشترك بين الأطعمة الخارقة والنباتات الطبيّة هو محتواها من العناصر المفيدة للصحة العامة. بينما تُعرف الأطعمة الخارقة بفوائدها الغذائية كجزءٍ من النظام الغذائي اليوميّ، تتميَّز النباتات الطبيَّة بآثارها العلاجية الملموسة. لكن في كثير من الأحايين يكون الفرق غير واضح؛ حيث أن العديد من الأطعمة والنباتات تؤدي أغراضًاً غذائية وطبّية على حدٍّ سواء، مما يُساهِم في الصحة العامة والوقاية من الأمراض وعلاجها.
إن مصطلح الأطعمة الخارقة جديداً، وهي وسيلة ترويجيَّة للتسويق أكثر من كونها مصطلحاً أو تصنيفاً علميَّاً. لا يمكن أن يُوفِّر طعامٌ واحد جميع العناصر الغذائية اللازمة للصحة الجيدة أيَّاً كان، ومن الضروري اتباع نظام غذائي متوازن يشمل مجموعة متنوِّعة من الأطعمة. ومع ذلك، من المثير للاهتمام ملاحظة أنه عندما ننظر إلى بعض المكونات الرئيسية للطعام السوداني، يمكننا أن نرى كيف يتم تصنيفها في الغرب كـ"أطعمة خارقة"، أو أطعمة يُعتقد أنها تُعزِّز الجهاز المناعي. ومن الأمثلة على ذلك شاي الكركديه الذي يُعرف بإمكانيَّاته في خفض ضغط الدم، ودقيق الذرة البيضاء -وهو غذاء أساسي في جميع أنحاء السودان- يُعتقد أنه مفيد للهضم، والبامية التي يُقال إنها تساعد في التحكّم في مستويات السكر في الدم، والحِلبَة التي تُضاف إلى الحليب ويُعتقد أنها تساعد في الهضم، والتمر الغني بالطاقة، ويُعرف بأنه جيّد للقلب. علاوةً على ذلك، يتكوَّن جزء كبير من النظام الغذائي السوداني من الأطعمة المُخَمَّرة، وهو إحدى طرق تحضير الطعام التي يتم الترويج لها حالياً باعتبارها ضرورية للبكتيريا النافعة في الأمعاء، بسبب غنى الأطعمة المُخَمَّرة بالبروبيوتيك التي تتغذى عليها البكتيريا.
كثيرٌ من هذه الأطعمة والنباتات تُستخدم في السودان منذ القدم لأغراض علاجية، بالأخص نبتة تسمى محلياً بالقرض، واسمها العلمي أكاشيا نيلوتيكا (السنط النيلي)، وهي معروفة جداً في السودان وقد أثارت جدلاً كبيراً في فترة انتشار فيروس كورونا؛ حيث كان البعض يؤمن بقدرة أبخرة دخان القرض على توفير وقاية من الفيروس، بينما كان المختصون في الحقل الطبي يَحذرون من التأثيرات السلبية للدخان على الأشخاص المصابين بالحساسية أو مشاكل التنفس. الاعتقاد في الصفات الطبية للقرض له جذور بعيدة؛ فقد وَرَد ذكره في المخطوطات الطبية اليونانية القديمة، واستُخدِمَ أيضاً لقرون في إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا. تم استخدامه للاعقاد في قدرته على التخفيف والعلاج من العديد من الأمراض المعدية. وعلى المستوى المحلي، استخدمه المعالجون التقليديون في السودان ووادي النيل وكذلك في مصر القديمة لعلاج الجروح كمُطَهِّر، كما استُخدِمَ أيضاً كمضادّ للالتهاب ومُسَكِّن للألم.
إلى يومنا هذا يُستخدم القرض (السنط) على نطاق واسع في السودان، بما في ذلك أوراق الشجرة ولحائها، ونظراً لتَنَوُّع استخدامها وفوائدها العلاجية من خصائصها المضادة للميكروبات والالتهابات والأكسدة، وكمطَهِّرة، ومضادَّة للسكريّ، مما يجعله مكوّناً قيِّماً للطب التقليدي لعلاج مختلف الأمراض. ومع أن هذه الاستخدامات التقليدية مدعومة ببعض الأبحاث العلمية، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقُّق الكامل من فعاليَّته وسلامته من منظور الطبّ الحديث.
صورة العنوان © ساري عمر، ود حجام، جنوب جنوب دارفور
يُعد العامل المشترك بين الأطعمة الخارقة والنباتات الطبيّة هو محتواها من العناصر المفيدة للصحة العامة. بينما تُعرف الأطعمة الخارقة بفوائدها الغذائية كجزءٍ من النظام الغذائي اليوميّ، تتميَّز النباتات الطبيَّة بآثارها العلاجية الملموسة. لكن في كثير من الأحايين يكون الفرق غير واضح؛ حيث أن العديد من الأطعمة والنباتات تؤدي أغراضًاً غذائية وطبّية على حدٍّ سواء، مما يُساهِم في الصحة العامة والوقاية من الأمراض وعلاجها.
إن مصطلح الأطعمة الخارقة جديداً، وهي وسيلة ترويجيَّة للتسويق أكثر من كونها مصطلحاً أو تصنيفاً علميَّاً. لا يمكن أن يُوفِّر طعامٌ واحد جميع العناصر الغذائية اللازمة للصحة الجيدة أيَّاً كان، ومن الضروري اتباع نظام غذائي متوازن يشمل مجموعة متنوِّعة من الأطعمة. ومع ذلك، من المثير للاهتمام ملاحظة أنه عندما ننظر إلى بعض المكونات الرئيسية للطعام السوداني، يمكننا أن نرى كيف يتم تصنيفها في الغرب كـ"أطعمة خارقة"، أو أطعمة يُعتقد أنها تُعزِّز الجهاز المناعي. ومن الأمثلة على ذلك شاي الكركديه الذي يُعرف بإمكانيَّاته في خفض ضغط الدم، ودقيق الذرة البيضاء -وهو غذاء أساسي في جميع أنحاء السودان- يُعتقد أنه مفيد للهضم، والبامية التي يُقال إنها تساعد في التحكّم في مستويات السكر في الدم، والحِلبَة التي تُضاف إلى الحليب ويُعتقد أنها تساعد في الهضم، والتمر الغني بالطاقة، ويُعرف بأنه جيّد للقلب. علاوةً على ذلك، يتكوَّن جزء كبير من النظام الغذائي السوداني من الأطعمة المُخَمَّرة، وهو إحدى طرق تحضير الطعام التي يتم الترويج لها حالياً باعتبارها ضرورية للبكتيريا النافعة في الأمعاء، بسبب غنى الأطعمة المُخَمَّرة بالبروبيوتيك التي تتغذى عليها البكتيريا.
كثيرٌ من هذه الأطعمة والنباتات تُستخدم في السودان منذ القدم لأغراض علاجية، بالأخص نبتة تسمى محلياً بالقرض، واسمها العلمي أكاشيا نيلوتيكا (السنط النيلي)، وهي معروفة جداً في السودان وقد أثارت جدلاً كبيراً في فترة انتشار فيروس كورونا؛ حيث كان البعض يؤمن بقدرة أبخرة دخان القرض على توفير وقاية من الفيروس، بينما كان المختصون في الحقل الطبي يَحذرون من التأثيرات السلبية للدخان على الأشخاص المصابين بالحساسية أو مشاكل التنفس. الاعتقاد في الصفات الطبية للقرض له جذور بعيدة؛ فقد وَرَد ذكره في المخطوطات الطبية اليونانية القديمة، واستُخدِمَ أيضاً لقرون في إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا. تم استخدامه للاعقاد في قدرته على التخفيف والعلاج من العديد من الأمراض المعدية. وعلى المستوى المحلي، استخدمه المعالجون التقليديون في السودان ووادي النيل وكذلك في مصر القديمة لعلاج الجروح كمُطَهِّر، كما استُخدِمَ أيضاً كمضادّ للالتهاب ومُسَكِّن للألم.
إلى يومنا هذا يُستخدم القرض (السنط) على نطاق واسع في السودان، بما في ذلك أوراق الشجرة ولحائها، ونظراً لتَنَوُّع استخدامها وفوائدها العلاجية من خصائصها المضادة للميكروبات والالتهابات والأكسدة، وكمطَهِّرة، ومضادَّة للسكريّ، مما يجعله مكوّناً قيِّماً للطب التقليدي لعلاج مختلف الأمراض. ومع أن هذه الاستخدامات التقليدية مدعومة ببعض الأبحاث العلمية، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقُّق الكامل من فعاليَّته وسلامته من منظور الطبّ الحديث.
صورة العنوان © ساري عمر، ود حجام، جنوب جنوب دارفور